[size=12]
زواج الفتيات المبكر..أهو هروب من البيت ام خوف من العنوسة؟
لو نظرنا الى الشابات اللواتي تأخرن في الزواج وتجاوزن سن الاربعين لوجدنا مبررا معقولا في بحثهن عن زواج لتجنب الوحدة وقسوتها وكلام الناس وسؤالهم المحرج دائما (هل تزوجتي) حتى ان بعضهن –احيانا- يقبلن بأي رجل؛ سواء أكان ارملا او مطلقا او عاطلا عن العمل!!
لكن ما لا نفهمه هو لهثة الفتيات الصغيرات وركضهن وراء الزواج؛ ولكن ربما يكون السبب هو الخوف من العنوسة التي تفشّت في العراق بسبب الحروب والحصار والهجرة وسوء الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية.. او بسبب ضغوط الاهل القاسية، بل ربما هنالك اسباباً اخرى سيطلعنا عليها بعض من التقينا بهم للتعبير عن هذا الموضوع..
ايناس محمد مواليد 1990 متزوجة منذ سنة ولديها طفل واحد تقول: كنت مشغولة جدا وملهوفة على موضوع الزواج ومستعدة للارتباط بأول شخص يتقدم لي لاني في بيت اهلي عشت سلسلة من المعاناة اليومية فقد حرمت من اكمال دراستي بسبب بعد المدرسة المتوسطة عن بيتنا وامي امرأة غير متعلمة فقررت هي واخي ان اترك الدراسة واساعدها في البيت ثم اتزوج، ومن جهة اخرى قسوة اخي الذي يكبرني بثلاث سنوات، الذي لا هم له ولا عمل سوى مراقبتي ومحاسبتي على كل صغيرة وكبيرة وبالتالي تولدت لدي فكرة الخلاص من البيت وبأية طريقة كانت؛ الهروب او الزواج وتحولت الفكرة الى هوس وكابوس لم استيقظ منه الا وانا متزوجة من رجل يكبرني بعشر سنوات يعمل كاسبا وبأجور يومية وكل ما يحصل علية لا يكفيه هو شخصيا وبقيت انا تحت رحمة صدقات ام زوجي واخوته.
بنت غيرها، فندمت كثيرا لانها شعرت بانها انتقلت من سجن الى اخر وان زوجها لا يسمح لها بالخروج دون امه ولا التسوق ولا الاتصال الهاتفي دون حضوره بعكس اخيها الذي كان يسمح لها بان تتصل بزميلاتها -وان كانت برقابة- وتقول كنت اعتقد بان الزواج هو فسحة وخروج من البيت ونزهة وحرية لكني كنت غلطانة جدا فسرعان ما اكتشفت بأنه مسؤولية كبرى واني لست اهلا لهذه المسؤولية.
اما سميرة ناجي مواليد 1985 فتقول تزوجت قبل اربع سنوات وانجبت طفلين وكنت في بيت اهلي البنت الثالثة حيث اختي الكبرى والوسطى غير متزوجتين واعمارهن فوق الاربعين وكنت دائما اقارن وافكر بمصيري والخوف مسيطر علي؛ هل سأكون العانس الثالثة في البيت؟ وقد اثر التفكير المستمر على مستواي الدراسي حتى تركت الدراسة فوضعت هدفا امام عيني هو كيف اصيد لي عريسا؛ واخيرا تحقق حلمي وتزوجت وليس لي اية مشكلة اجتماعية مع زوجي او اهله سوى مسألة الانجاب لان الطفلين اللذين انجبتهما عن طريق العملية القيصرية بسبب ضيق الحوض وصغره، فقد اعلمتني الطبيبة النسائية بان هذه الحالة موجودة فقط عند المتزوجات الصغيرات.. المهم في كل ولادة اكون على شفا حفرة من الموت لذا قررت عدم الانجاب والاكتفاء بالطفلين لكن زوجي واهله يلوّحون لي بالطلاق او الزوجة الثانية.
رأي القانون بالزواج دون البلوغ
وتسترسل ايناس كلامها بانها في هذه الفترة اصبحت تدير بيت اهل زوجها لانه الابن الاكبر وليس هناك
المحامية بشرى عبدالله الدليمي اختصاص احوال شخصية في محكمة الكاظمية تقول مشاكل الزواج المبكر كثيرة والمجتمع العراقي رغم معاناته من الحروب والحصار والاحتلال الا ان الزواج دون بلوغ سن الثامنة عشرة بقي سائدا وخاصة قي المناطق الريفية والشعبية ولاسيما ان القانون العراقي يسمح بهذا الزواج بعد توكيل ولي امرها كالاب او الاخ.. واضافت الدليمي بان فكرة الزواج للفتيات الصغيرات تأتي من التخوف من عدم الزواج بسبب الاوضاع الاقتصادية المتردية والتي ادت الى انخفاض معدلات الزواج او ربما بسبب ضغوط الاهل وحرمانهن من اكمال دراستهن وممارسة حياتهن الطبيعية. وهناك سبب مهم هو ان بعض العوائل تمارس التمييز بين الذكر والانثى وبالتالي تتولد لديهن فكرة الزواج وبصورة ملحة ولكن بعد الزواج تكتشف خطأها لانها تقع في دوامة المسؤولية الزوجية والحياة الجديدة عليها.
وللرجال رأي اخرابو محمد كا سب 45 سنة متزوج لديه اولاد يقول: انا اشجع الزاوج دون الرابعة عشرة.. وانا شخصيا زوجت إبنتي وعمرها 13 سنة بناءً على طلبها وموافقتها حيث طلبها ابن الجيران فطارت فرحا ولا اريد ان افسد عليها فرحتها. ومن ناحية اخرى الزواج للبنت مبكرا هو ستر ورحمة وفيه منافع كثيرة اهمها كثرة الانجاب واستقرارها عاطفيا ونفسيا وجنسيا.
لبيد هشام 25 سنة اعزب يرفض الزواج من بنت صغيرة هي التي تركض وراءه؛ لانه يعتبرها بذلك غير ناضجة